“عقيل”: الإيكوسوك هو البوابة لفتح حوار مع الحكومات لتتبنى سياسات هجرة تحمي المتنقلين
“بودالي”: نرفض تحول دول إقليم شمال أفريقيا لشرطي مرور يقيد حركة المتنقلين داخل القارة
عقدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ويبنار بعنوان “الأشخاص المتنقلون: إعادة التفكير في تحدي الهجرة في شمال أفريقيا”، بهدف تسليط الضوء على أبرز الاستراتيجيات والممارسات الإيجابية التي تبنتها دول شمال أفريقيا في إطار إدارة قضية المتنقلون داخل القارة استكمالاً للجهود المركزة على الخروج بمسودة مبادئ توجيهية تمثل رؤية شمولية للمجتمع المدني داخل إقليم شمال أفريقيا حول سبل تعزيز الواقع الحقوقي للمتنقلين داخل شمال أفريقيا، وذلك بمشاركة مجموعة من ممثلي دول شمال أفريقيا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الأفريقي.
وخلال الويبينار أكد أيمن عقيل؛ رئيس مؤسسة ماعت ونائب رئيس الإيكوسوك الأفريقي عن إقليم شمال أفريقيا، أن قضية النزوح والهجرة تعتبر واحدة من أكبر التحديات التي تتحمل القارة الأفريقية نتائجها منذ سنوات، وأن نقطة التحول ترتكز على تغيير رؤية شمال أفريقيا للمهاجرين واللاجئين من عبء إلى عنصر تنموي، مشيرًا أن الايكو سوك هو البوابة الافريقية لفتح حديث بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني حول تبني سياسات هجرة تضمن حماية اللاجئين والمهاجرين، وتحترم مبدأ عدم الإعادة القسرية، وتوصل لحق الإنصاف القضائي، وتعزز تهيئة بيئة مواتية لاستيفاء حقوق اللاجئين والمهاجرين في ظل مناخ تتبادل فيه دول شمال أفريقيا المعلومات على أوسع نطاق.
من جانبه عبر خالد بودالي الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الأفريقي، عن رفضه من تحول دول إقليم شمال أفريقيا لشرطي مرور يقيد حركة المتنقلين داخل القارة وفقًا لضغوط القوى الأوروبية المعارضة لهجرة الأفارقة إليها، مشيرَا إلى أن المجتمع المدني الأفريقي مسئول عن الخروج برؤية شاملة وعادلة تكفل مبدأ “عدالة التنقل” لكافة اللاجئين والمهاجرين والنازحين داخل إقليم شمال أفريقيا.
فيما أشارت نازك عبد الحميد، رئيس قطاع الشئون الاجتماعية والصحة في الإيكو سوك الأفريقي، إلى أن المجتمع المدني الأفريقي لابد أن يركز جهوده على تطوير سياسات عادلة للاجئين والنازحين والمهاجرين داخل إقليم شمال أفريقيا، مشددة على أن تنفيذ هذه السياسات لابد أن يتم من خلال آلية إقليمية مشتركة ما بين الإيكوسوك واللجنة الأفريقية لتعزيز حقوق المتنقلين.
بينما أشار محمود الفرجاني ممثل دولة ليبيا في الإيكوسوك إلى ضرورة أن تتضمن سياسات إقليم شمال أفريقيا لإدارة حركة المتنقلين جهود لدفع المستعمرين السابقين للقارة لتحمل مسئوليتهم عن خلق أزمات داخل دول أفريقيا بصورة حولت بعضها لدول دافعة لحركات الهجرة والنزوح، مشددًا على ضرورة تفعيل مبدأ المسئولية التشاركية.
فيما أكد حمة حمادي ممثل إتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب أن ضعف آليات جمع البيانات، وغياب السياسات، وتفشي شبكات الاتجار وتهريب الأشخاص، ونقص التمويل الموجه للمبادرات المجتمعية التي تتعامل مع الهجرة والنزوح هي تحديات واسعة يجب التعامل معها في إطار الجهود الأفريقية لإدارة حركة المتنقلين داخل شمال أفريقيا بصورة عامة.
بينما أشار محمد عبد الله ممثل موريتانيا في الإيكوسوك لضرورة إدماج الرؤية الخاصة للمتنقلين في إقليم شمال أفريقيا في إطار السياسات التي يعمل المجتمع المدني على صياغتها، لضمان الخروج برؤية شمولية لجميع الأطراف بما في ذلك الطرف الرئيسي في التحدي الذي تواجهه القارة.
كما شدد عبد الرحمن باشا، مدير الفعالية، على أن مستقبل إقليم شمال أفريقيا في إطار العمل الإيجابي لحل أزمة المتنقلين داخل الإقليم يرتكز على التخلص من سياسة الجزر المنعزلة، وتبني – بدلًا منها – الرؤى الجماعية والجهود التشاركية للخروج بخطة عمل واضحة لتعزيز واقع المتنقلون داخل إقليم شمال أفريقيا على كافة الأصعدة وعلى رأسها الحقوقي.
ويأتي هذا الويبينار في إطار اهتمام مؤسسة ماعت بأزمة الهجرة واللجوء والنزوح في إقليم شمال أفريقيا، والواقع الحقوقي للمتنقلين داخل الإقليم الشمالي للقارة، وتزامنًا مع ما تواجهه دول الإقليم من تحديات في إطار خلق التوازن بين التزاماتها الحقوقية تجاه المتنقلين داخل الإقليم وبين جهود الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل إقليم شمال القارة.
shortlink: https://maatpeace.org/en/?p=45150