نحتاج إلى التكافل الاجتماعي

” لا سلام مجتمعي بلا تكافل ” على هذا أجمع المشاركون في يوم السلام الثالث لمحافظة الدقهلية الذي أقيم في مدينة المنصورة يوم السبت الموافق 20/ 12 / 2008 ، و حضره ( 130 ) فرد . ولأن قدرة أي مجتمع تقاس بقدرة اضعف أجزائه ، فان التزام المجتمع بمؤسساته وأفراده تجاه أسر المهمشين والفقراء وأسر السجناء يصبح أمرا حتميا ، ليس فقط لأسباب أخلاقية واجتماعية ، ولكن أيضا لأسباب تتعلق بالأمن القومي المجتمعي . ومن هذا المنطلق تأتى أنشطة أيام السلام التي ينظمها مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية ضمن فعاليات مشروع السلام المجتمعي الذي ينفذه المركز بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، و يهدف إلى إيجاد أليه مجتمعية لدمج أسر السجناء والمحتجزين في المجتمع مع تغيير نظرة المجتمع إليهم ، كما يعمل المشروع على نشر وترسيخ مفاهيم السلام الداخلي للفرد واحترام القانون وإتباع إجراءاته لنيل الحقوق وعدم إتباع الأساليب العنيفة . ولقياس مدى التقدم للمشاركين نتيجة مشاركتهم في أيام السلام السابقة ، وكذلك لإعطائهم فرصة كبيرة للتعبير عن أرائهم و طرح مشكلاتهم ورؤيتهم لحلها ، فقد تم تقسيمهم إلى مجموعات بؤرية على أساس اهتمامات الأفراد والمشكلات التي يعانوا منها . وكشفت فعاليات اليوم و سير المناقشات داخل المجموعات ، مدى الارتباط بين السلام المجتمعي وقيم التسامح وقبول الأخر من جهة وتمتع أفراد المجتمع بالأمن والسكينة من جهة أخرى ، كما أكدت على مكانة التكافل في بنيان العلاقات الاجتماعية وكيف أنه المادة اللاصقة التي تحفظ لهذا البنيان تماسكه وتشد أجزاءه إلى بعضها البعض ، وتحميه من الانهيار الذي سيحدث لا محالة إذا لم نمد أيدينا لمساعدة أبرياء شاءت أقدارهم أن يكونوا أعضاء في أسر بين أفرادها من هو قابع خلف القضبان . وقد عدد المشاركون في مداخلاتهم مظاهر وصور هذا الانهيار والتفكك الاجتماعي الواجب محاصرته ، وكان أهم هذه المظاهر ، الانتقام من الآخر في صورة العنف الأسرى والمجتمعي بكافة أشكاله بدءا من بذاءة اللفظ وحتى القتل مرورا بكل أشكال العنف الأخرى من التحرش والاغتصاب والسطو المسلح وتخريب المرافق العامة . كذلك أشار المشاركون إلى أن العنف ضد الذات بصوره المختلفة يمثل مظهر من مظاهر الانهيار ، وهكذا يكون الانطواء والإدمان والانتحار مؤشرات إلى غياب السلام المجتمعي في وطن ما . وكانت التوصية الرئيسية خلال فعاليات اليوم أن تقوم مؤسسات المجتمع التعليمية والإعلامية والدينية والأهلية بدورها في التوعية بهذه المعاني والقيم النبيلة وتراقب مدى وجودها على أرض الواقع ، كذلك أن يستشعر الأفراد معاني التراحم والتعاضد والتكافل ، وأن يدركوا أن تخفيف ألام أسر السجناء اليوم هو حماية لأنفسهم من ألام الغد . وتبقى أهمية الإشارة إلى أنه بقدر وجود السلام المجتمعي والتسامح والتكافل مع أسر السجناء بقدر ما نحاصر مبررات الجريمة في المجتمع ، ويقدر ما نغرس في تربتنا الاجتماعية بذور السلام ، بقد ما نحصد ثمار الأمان .

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية