أنفلونزا الخنازير على أعتاب سجون مصر

حدث ما سبق وأن حذرنا منه في بيان سابق لمؤسسة ماعت ، حيث أعلنا تخوفنا من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير داخل السجون المصرية ، وطالبنا المعنيين بمصلحة السجون أن يعلنوا عن خططهم الاحترازية والوقائية بشأن انتشار المرض داخل السجون المصرية ، ورغم أن السيد اللواء مدير مصلحة السجون قد أعلن في أعقاب ذلك عن خطة متكاملة ومطمئنة إلى حد بعيد في هذا الشأن  نشرتها جريدة الأهرام في حينها ،  إلا أن الخبر المنشور في جريدة المصري اليوم بتاريخ السبت  26 ديسمبر 2009  ويفيد بأن 4 من المعتقلين الإسلاميين فى سجن «أبو زعبل» أصيبوا بمرض أنفلونزا الخنازير  يجعلنا نتخوف من مدى فاعلية الإجراءات الاحترازية في قطاع السجون ومدى كفاية البرامج الوقائية الموضوعة .

وتطالب مؤسسة ماعت قيادات ومسئولي مصلحة السجون المصرية بإحكام عمليات المراقبة على تطبيق البرنامج الوقائي الذي أعلنه السيد اللواء رئيس المصلحة في وقت سابق ، والتأكد من توفر الخدمات الطبية الكافية في كل سجن مع ضمان سهولة الوصول إلى هذه الخدمات وسهولة الحصول عليها  .

ومن جانب آخر فإن المؤسسة تناشد مسئولي وزارة الداخلية بالإفراج عن أكبر عدد ممكن من المعتقلين السياسيين خاصة من يملكون أحكام تقضي بالإفراج عنهم ، وكذلك التوسع في منح الإفراج الشرطي والصحي للمسجونين المحكوم عليهم بعقوبات تقل عن 5 سنوات ، منعا للتكدس غير المبرر في السجون والذي سيؤدي حتما إلى سرعة انتشار المرض حال دخوله إلى أي سجن .

كما تطالب  مؤسسة ماعت بأن لا تطغى الإجراءات الاحترازية والوقائية على حق المسجونين وذويهم في الزيارة  والتواصل مع العالم الخارجي ، وأن لا يتخذ الخوف من دخول العدوى إلى السجون مبررا لتضييق نطاق هذه الزيارات أو وضع عراقيل في طريق إتمامها .

وأخيرا فإن المؤسسة تؤكد على أهمية الشفافية في التعامل مع المرض وتناشد مسئولي مصلحة السجون الإعلان الفوري عن أي إصابات جديدة والوسائل التي اتبعت في التعامل مع هذه الإصابات حتى لا يترك المجال للشائعات والغموض من جهة ، ولطمأنة أهالي المسجونين من جهة أخرى ، كما أننا نناشد المصلحة أن تعطي الفرصة لمنظمات المجتمع المدني المصرية في الدخول إلى السجون للتأكد من كفاية وفاعلية الإجراءات المتخذة بشأن أنفلونزا الخنازير وتوفير ضمانات إضافية للشفافية وطمأنة الرأي العام المصري ، وإحداث نقلة نوعية في التعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني .