في ندوة ماعت حول تأثير السياسة على الصحافة

سعيد شعيب : الصحف في مصر بشتى توجهاتها لا تخدم سوى أفراد ولا دور لرؤساء تحريرها سوى الحفاظ على كراسيهم والنقابة مجرد حديقة خلفية للتيارات السياسية

عقد مركز ماعت مساء أمس الأربعاء ندوة حول “تأثير السياسة على الصحافة” تناولت حقيقة الحرية المهنية في الصحف المصرية وتأثير التيارات السياسية على الصحفيين سواء داخل الصحف القومية التى باتت تسيطر عليها الحكومة أو تلك التابعة لأحزاب المعارضة والتى تعبر عن لسان حال ملاكها الحقيقيين أو الصحف الخاصة والتى تواجدت مؤخرا على الساحة الصحفية في صورة شركات مساهمة .

وبدأ الأستاذ / أيمن عقيل مدير المركز الحديث بتعريف أحد المؤرخين للسياسية من وجهة نظر وهو الدكتور جاد طه بأنها ” فن السفالة ” وإن السياسة هى أحد العوامل الأساسية لتوجيه العملية الإعلامية في العالم ، وفى إطار ذلك كانت محاولة بعض الصحفيين النيل من قدسية الأديان ومن ذلك الحملة الشعواء الذى قادها دانيال بايبس الصهيوني الإمبريالي على الرسول محمد (ص) وإصراره على مطاردة بعض المفكرين العرب مثل إدوارد سعيد والبروفسير رشيد الخالدى وتأمره على مركز زايد للتنسيق والمتابعة التابع للجامعة العربية.

وتحدث ضيف الندوة الأستاذ الصحفى / سعيد شعيب عن تأثير السياسة على الأداء المهني للصحفيين مستنكراً حال الواقع المهنى للصحافة وقياس الأداء الصحفي بمعايير سياسية أو بفكرة مدى الولاء لتيار حزبى أو لشخص ممثل فى رئيس مجلس الإدارة أو رئيس التحرير أو رئيس الحزب – كما تناول الأستاذ / شعيب فى حديثه ظاهرة الصحف المسماة بالصحف المستقلة رافضا تلك التسمية لأنها غير معبرة عن حقيقة واقع أن تلك الصحف هى صحف خاصة لا يعبر إلا عن مصالح ملاكها ولا يقدح فى ذلك ما أصاب الصحف القومية من خضوع وسيطرة الحزب الحاكم عليها وصيرورتها اللسان المتحدث بأسمها لأنه هو حال الصحف الخاصة ايضاً لهذا صارت الساحة الصحفية مجرد ساحة لتبادل الشتائم بين أصحاب المصالح والنفوذ وسط غياب لدور الصحافة الحقيقي وكان ذلك وراء تغيب عقل القارئ وسيطرة صحافة التطهير النفسي ومنطقة القبلية السياسية.

وفى تعليق الأستاذ/ سعيد شعيب على دور نقابة الصحفيين ومدى تأثرها بالتيارات السياسية ، هاجم نقابة الصحفيين متهماًً إياها بأنها كانت الحديقة الخلفية للتيارات السياسية رافضاً توجهاتها فى حماية فئة معينة من الصحفيين دون الفئة الأخرى وفقاً لحسابات لاتتعلق بدورها فى حماية حقوق مهنة الصحافة أو الصحفيين ولكن طبقاً لمنطق الازدواجية فى المعايير فكيف يتأتى لنقابة يمثل فيها رب العمل والعامل والفيصل فيها لصاحب العمل أى هو الخصم والحكم أن تكون هيئة معبرة عن صالح كل أعضائها دون تأثر خارجي

لذلك فلا عجب من تهليل مجلس النقابة لمن يهاجم الحكومة واعتباره حامل لواء الحرية فى المقابل التخلي عن صغار الصحفيين المطالبين بأقل حقوقهم المهنية في مواجهة ذات الشخص الذى اعتبره المجلس المتحدث الرسمي بأسم الحريات وترك مشاكل صغار الصحفيين بدون حلول وأضاف ضيف الندوة – لذلك فإن تدخل المجلس لحل مشكلات الزملاء بالصحف القومية ليس حرصا في الحقيقة على مصالحهم بقدر ما هو كيدا في مجالس إدارتها ومتاجرتاً بالقضية بدليل عدم تحرك المجلس لحماية حقوق الصحفيين المهدرة في كثير من الصحف الحزبية واحداهما العربي الناصرى

ولذلك طالب الأستاذ / سعيد شعيب بنقابة مستقلة تجمع رؤساء مجالس الإدارات احتذاءاً بالنموذج اللبناني وكذلك وجوب الفصل بين منصبي إدارة المؤسسة الصحفية وإدارة التحرير بجانب الضرورة الملحة التى باتت لتعديل قانون النقابة والذى لا يسمح للصحفى بالقيد فى النقابة إلا بعد النيل من كرامته وتركة فريسة لصاحب المؤسسة الصحفية حتى يستطيع الحصول على عقد الإذلال (عقد العمل) الذى يشكل مدخلاً لقيد في نقابة الصحفيين .

ورداً على تساؤل حول حقيقة الحوار الذى أجراه مع مهدى عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين قال شعيب : الحوار لم ينشر كاملاً في جريدة الكرامة ورغم مساندة رئيس التحرير التنفيذى جمال فهمي إلا أن حسابات حمدين صباحي السياسية مع الجماعة أثناء الانتخابات البرلمانية جعلته يحذف 40% من الحوار ، وندمت على نشره بعد ذلك

وأضاف شعيب : خرج المرشد بعدها على قناة أوربيت محاولاً اتهامي بالكفر دون تحرك أحد للرد عليه ، كما تقدم أحد نواب الجماعة ويدعي سعد خليفة ببيان عاجل وبلاغ للنائب العام يتهمني بازدراء الدين الإسلامي والكفر ودعم عبدة الشيطان .

(وأختتم الأستاذ / شعيب حديثه عن حق الصحفيين فى نقابة تعبر عنهم مؤكداً أن أخطر عيوب جمال عبد الناصر صاحب المزايا العديدة هى تأميم الصحف لتصبح جزء من النظام الحاكم ، ومع ظهور الأحزاب استخدمت ذات الآليات فرفضت أيضاً التعدد النقابي)

وفي نهاية الندوة أكد الأستاذ / أيمن عقيل على دعم المركز لشتى الآراء الداعية لحرية التعبير والاختلاف مع الآخر إنطلاقاً من إيمانه بأن الاختلاف هو السبيل لمجتمع ديمقراطي يسمح بوجود الرأى والرأى الآخر دون أن تفرض القيود على الأفكار أو يتهم أصحابها بالتطرف أو الكفر

أما فيما يتعلق بالجانب المهنى في العمل الصحفي فيرى المركز ضرورة الفصل بين مهنة الصحافة والتأثر بالتيارات السياسية وان يكون الحكم على الأداء الصحفي وفقا لمعايير مهنية حتى لا يتأتى النيل من حقوق الصحفي داخل مؤسسته لحساب زملاءه أبناء الحزب أو المقربين لصناع القرار بشكل يترتب عليه فساد مناخ الإعلام الذى يطالب رجاله بمزيد من الحرية للقدرة على مواجهة الفساد والفاسدين.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية