في حلقة النقاش التاسعة بكرداسة المرأة الريفية: نحتاج ندوات لتوعية الرجال بأهمية مشاركة النساء

ليس الحاكم هو من يجلس علي الكرسي ولكن الحاكم هو من يدير الأمور ويكون مسئولا عن حركة الحياة ، فالمرأة حاكما في بيتها وهي مديرا لكل أموره وهي العماد الذي يقوم عليه البيت وأساس كل أسرة مصرية ، فالمرأة هي أصل كل أسرة ومحركها نحو التقدم أو نحو التأخر فالتثقيف والتوعية هما كل ما تحتاجه المرأة المصرية في كرداسة بحكم تربيتها الريفية التي نشئت فيها والتي قد تكون حرمتها من فرص المعرفة والتدريب وقد يكون الخطاب الديني التقليدي الذي ساد لفترات طويلة ساهم في حرمان المرأة من ممارسة دور في الحياة العام أو يكون لها رأي في عملية صنع واتخاذ القرار، فالمرأة ظٌلمت في مجتمعها المحلي الريفي لحساب الرجل وتقيدت بقيمه البائدة والتي عادت بالسلب علي قدراتها وأضعفت من إرادتها وثقتها في نفسها. ولهذا عقدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان حلقة النقاش التاسعة للسيدات والفتيات في إطار مشروع تمكين المرأة من الحكم في القرية المصرية “وصول” وذلك يوم الاثنين 21 مارس 2010 بمقر جمعية تنمية المجتمع المحلي بقرية برك الخيام بمركز كرداسة بمحافظة السادس من أكتوبر لتوعيتهن بأهمية مشاركة المرأة في الحكم المحلي. وينفذ المشروع بالتعاون بين مؤسسة ماعت و الوكالة الاسترالية للتنمية الدولية (AusAID)، و يسعى إلى تعزيز مشاركة المرأة في الحكم المحلي بالقرية المصرية ، من خلال بناء قدرات النساء على خوض الانتخابات المحلية ورفع الوعي بأهمية المشاركة النسائية في آليات الحكم المحلي وبناء آليات مجتمعية فعالة داعمة للتمثيل العادل للمرأة في المجالس الشعبية المحلية المنتخبة . وناقشت السيدات المشاركات أكثر من مشكلة أساسية لمشاركة المرأة علي المستوي المحلي وهي الأمية السياسية ونقص التثقيف والتعليم فالكثير منهن أميات ويفتقدن برامج التوعية سواء كانت برامج تعليمية لمحو الأمية أو حتى برامج توعوية بالحقوق السياسية بالإضافة إلي مشكلة المشاركة السلبية بالامتناع عن المشاركة في الإدلاء بأصواتهن في الانتخابات أو المشاركة فيها. وحاولت المشاركات جاهدة في طرح عدد من الحلول استغلالا للمرحلة الراهنة وما حققته ثورة 25 يناير من مكاسب والتي تعتبر “فقرة مفتوحة لما يطلبه المصريون” من بينهم النساء والتي طالبن بعقد ندوات تثقيفية للنساء في القرى بالأساس وتوعيتهن بأهمية مشاركتهن السياسية وحقوقهن الانتخابية بالتزامن مع عقد ندوات تثقيفية للرجال حول أهمية مشاركة المرأة لان الرجال هم الآباء والأزواج والأخوان لهؤلاء النساء الذين قد يكونوا عائقا هاما لمشاركتها وخروجها لممارسة العمل العام. وطرحت بعض المشاركات موضوع وقضية هامة جدا إلا وهي اختيار المرشحين بناء علي برامجهم الانتخابية ومراقبة تنفيذها بالإضافة إلي تنمية العمل التطوعي في نفوس الشابات في المجتمع الريفي لتحفيزهن علي المشاركة منذ صغرهم وضمان انخراطهن في العمل العام وهذا يتطلب تغير الخطاب الديني التقليدي في المجتمع المصري والذي يقلل من قدرة المرأة ويزيد من عزلتها داخل أسرتها وإحجامها عن المشاركة. واتفقت بعض المشاركات في الحلقة مع فريق عمل المشروع علي عقد ورشة تدريبية متخصصة للرائدات الريفيات حول المشاركة السياسية وتعليم الف باء انتخابات لهؤلاء الريفيات باعتبارهم أكثر الفئات تعاملا مع المرأة الريفية في مجتمع كرداسة.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية