اعتقال الرئيس – عندما تدافع الأنظمة العربية عن الحرية

تشغل قضية الاعتقال وتقييد حرية الأشخاص بال المنظمات الحقوقية في العالم الثالث نظرا لما تنطوي عليه من تشابك مع قضايا حرية الرأي والتعبير وحق تداول السلطة ، وما تمثله من انتهاك لحقوق الإنسان في كثير من الحالات ، ورغم ذلك فإن هذه الأمور لا تشغل بال الحكومات والأنظمة في هذه البلدان ، بل إن كثيرا من هذه الأنظمة تمارس الاعتقال وتقييد الحرية ضد معارضيها بدون وجه حق في أغلب الأحوال ، العجيب أن الأمر انقلب تماما في قضية طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالقبض على الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دار فور ، وتحولت الأنظمة إلي مدافع عن المتهم واحتلوا مقاعد الرافضين لمسألة الاعتقال والمنددين بها . وفي إطار اهتمامه ومتابعته لقضية الاعتقال عموما واعتقال الرئيس عمر البشير على وجه الخصوص ، أصدر مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية تقريره عن توجهات ومعالجة الصحف المصرية للقضية وذلك تحت عنوان ، الملاحقة القضائية للرئيس السوداني عمر البشير بسبب أزمة دار فور . ويتعرض التقرير إلى بدايات القضية وتطوراتها ، كما يتعرض للأوضاع في إقليم دار فور والتركيبة العرقية والقبلية هناك ، وكذلك للمحكمة الجنائية الدولية والمراحل التاريخية التي مرت بها ، بالإضافة إلى مواقف الدول والمنظمات السياسية والحقوقية من القضية . وقد رصد التقرير التباين في مواقف الصحف فيما يخص تناولها للأمر بحسب انتماءاتها الحزبية والأيديولوجية ، الأمر الذي أثر على طبيعة معالجتها للموضوع ، وكشف عن أن الصحف القومية كانت معالجتها للموضوع متشابهة إلى حد بعيد وتميل إلى تبني وجهة النظر الرسمية الرافضة لمسألة اعتقال البشير باعتباره لا يزال في السلطة ويتمتع بحصانة ، كما أن هذا الأمر سيؤدي إلى قلاقل سياسية في المنطقة . بينما تباينت توجهات الصحف الحزبية والمستقلة نحو اعتقال الرئيس السوداني ما بين رافض ومؤيد ، كما تباينت الآراء بين الكتاب في نفس الصحيفة أحيانا بحسب خلفياتهم الأيديولوجية ومواقفهم السياسية . وأخيرا فقد كشف التقرير عن مدي التناقض في مواقف الأنظمة العربية تجاه قضية الاعتقال على مستوى مواطنيهم وعلى مستوى رؤساء الدول .

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية