علي خلفية المتغيرات الجذرية على الساحة العربية ، وللعام الثاني على التوالي تستضيف القاهرة المؤتمر السنوي ” لدراسات المجتمع المدني العربي ” والذي عقدته مؤسسات ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ( مصر ) ، مركز دراسات المجتمع المدني (فلسطين)، ومؤسسة Broderskap)/السويد) ، حيث جاء المؤتمر هذا العام تحت عنوان “المجتمع المدني في البلاد العربية ودوره المنظور في مرحلة ما بعد الربيع العربي” “دراسات مقارنة بين مصر وفلسطين”
وكان المؤتمر الذي عقد يومي 19 ،20 ديسمبر 2011 قد بدا فعالياته بكلمات افتتاحية للسادة ، أيمن عقيل رئيس مجلس امناء مؤسسة ماعت الذي طلب في بدايتها الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورات العربية ، والأستاذ ماهر عيسى المدير العام لمركز دراسات المجتمع المدني ” سافيتاس” ، والسيد لارس لاندر/ السكرتير العام الدولي لبروذرسكوب السويدية .
وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من ممثلي المنظمات الأهلية والنشطاء والباحثين والإعلاميين من عدة دول خاصة مصر وفلسطين والأردن والمغرب .وتناول مؤتمر هذا العام أربعة محاور رئيسية ، أولها محور المرأة الذي قدمت في إطاره ورقتي عمل عن الحالة الفلسطينية من الباحثة والناشطة إيمان شنن ، والحالة المصرية من الناشطة هالة مرجان ، والمحور الثاني عن حالة الحراك السياسي الشبابي الذي نوقشت فيه ورقتي عمل قدمهما الباحثين ولاء جاد الكريم (مصر) ، ورامي مراد ( فلسطين) .
أما المحور الثالث فقد نوقشت فيه ورقتي عمل حول الدور المنظور لمنظمات المجتمع المدني في مرحلة ما بعد الربيع العربي حيث قدم الورقة المصرية الأستاذ أيمن عقيل الناشط الحقوقي ورئيس مجلس أمناء ماعت ، والورقة الفلسطينية قدمها الباحث والناشط تيسير محيسن ، والمحور الرابع تناول الدور المنتظر للإعلام العربي في تعزيز البعد القومي للثورات العربية ومحاربة الفساد السياسي وقدمت في هذا المحور محاضرتين لكل من السيدة ريم عبيدات خبيرة الإعلام الأردنية ، والأستاذ محمد البابا الصحفي والإعلامي الفلسطيني
وتعمل مؤسسة ماعت في إطار استضافتها لهذا المؤتمر في إطار السعي الدؤوب لمواصلة الدور المحوري لمنظمات المجتمع المدني في مرحلة البناء الوطني التي بدأت في أعقاب الثورات العربية وذلك من خلال فتح أفق التشبيك والتشارك وتبادل الخبرات والتجارب مع الأشقاء والأصدقاء من داخل وخارج المنطقة العربية من خلال العمل العلمي والمنهجي الموثق ، بهدف صياغة الرؤى والأفكار التي تفيد في مرحلة الانطلاق إلى المستقبل المأمول .، وهو ما يأتي في سياق مجموعة من البرامج والأنشطة الإقليمية التي تستعد مؤسسة ماعت لإطلاقها خلال الأيام القادمة .
وتضمنت فعاليات المؤتمر عقد مجموعات عمل مصغرة لمناقشة التوصيات التي يمكن الخروج بها لوضعها امام صناع القرار والأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام بما يخدم أهداف التحول الديمقراطي والانتقال السلمي للسلطة ويعود بالنفع على المواطن العربي.
وقد تركزت التوصيات حول ضرورة إصلاح البيئة التشريعية وتغيير ترسانة القوانين المكبلة للحريات في المنطقة العربية بما يخدم أهداف نهوض المرأة وتمكين الشباب وتعزيز الدور المجتمعي للمنظمات المدنية ، وضرورة أن تركز المنظمات المدنية خلال المرحلة الانتقالية على القضايا التي يمكن ان تؤثر في سلامة عملية التحول الديمقراطي ، مثل التوترات الطائفية ، انخفاض الوعي السياسي ، الأضرار الاقتصادية ، كما اوصى المشاركون بضرورة توسيع قاعدة العمل التشاركي والتشبيكي المؤسسي بين منظمات المجتمع المدني في المنطقة العربية خلال المرحلة القادمة .
للإطلاع على أوراق عمل المؤتمر يرجى زيارة الروابط
shortlink: https://maatpeace.org/ar/?p=30346