ماعت: التغيرات المناخية وأزمة شح المياه …خطر يداهم المنطقة العربية

“عقيل”: نوصي الدول العربية بتعزيز الاستجابة للهدف السادس خلال المنتدى السياسي رفيع المستوى هذ العام  

“صلاح”: ندعو الدول العربية لزيادة المشاريع التي تدعم التعاون الإقليمي العربي في مجال المياه

تعاني المنطقة العربية من أزمة مستمرة فيما يتعلق بشح المياه، وتأتي تلك الأزمة كنتيجة مباشرة للتغيرات المناخية المستمرة، وكما هو معلوم فإن المنطقة العربية لا تشارك إلا بقدر ضئيل للغاية من أزمة التغير المناخي، إلا أنها أكثر المناطق تأثرًا بتلك التغيرات.

 وفي إطار حرصها على تعزيز مجتمعات مستدامة تحافظ على حياة الإنسان بشكل أمن وجيد، تصدر مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان العدد الخامس عشر من “مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية: تحت عنوان التغيرات المناخية وأزمة شح المياه … خطر يداهم المنطقة العربية”. وذلك لتتبع الممارسات الجيدة وكذلك التحديات التي تواجهها الدول العربية في تحقيقها للهدف الثالث عشر من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030.

وأشار عدد المرصد خلال شهر مارس أن المنطقة العربية هي الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم، حيث تقع 19 من بين 22 دولة عربية في نطاق شح المياه، وتحصل 21 من 22 دولة عربية على مواردها المائية الأساسية من مياه عابرة للحدود. كما دخلت كلاً من الأردن وليبيا والكويت والإمارات والبحرين وعمان في قائمة الدول ذات الأزمة العالية جدا في المياه. وهناك 27 دولة أخرى تعاني من نقص مياه حاد بينها اليمن والجزائر وتونس والمغرب والعراق وسوريا ومصر.

وتتبع عدد شهر مارس من مرصد ماعت الدوري، جهود الدول العربية بصدد الأزمة المناخية؛ فخلال شهر مارس، شاركت العديد من الدول العربية في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه وقد تم تسليط الضوء على تأثير التغير المناخي على زيادة أزمة المياه.

وعن ملف العدد الخامس عشر فجاءت دولة العراق، بيد انها تأثرت بالتغيرات المناخية في السنوات الأخيرة بشكل واضح للغاية، كما زادت موجات الحر بشكل مستمر ومتتابع، وقد وصلت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية مما كان له أثر مدمر على الأمن المائي والغذائي العراقي. وتشير توقعات عام 2050 تعرض كل طفل في العراق لموجات حر شديدة متكررة، ولفترات أطول لدرجات حرارة مرتفعة بشكل حاد. وحاليًا هناك 9 من كل 10 أطفال في العراق يتعرضون للارتفاع الحاد في درجات الحرارة، وسيزداد الأمر سوءا، مما يهدد صحتهم وسلامتهم.

وتعليقاً على مرصد الهدف الثالث عشر خلال شهر مارس، أشار أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، إلى عدد من الجهود الدولية والإقليمية البارزة في ملف المناخ خلال هذا الشهر؛ حيث عقدت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية (الإسكوا) بالتعاون مع جامعة الدول العربية على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في نيويورك، فعالية عن واقع الهدف السادس والمتعلق بتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي في المنطقة العربية.

أما عن الجهود الدولية، فقد أوضح الخبير الحقوقي أن المنتدى السياسي رفيع المستوى لعام 2023 سوف يستعرض الهدف السادس المتعلق بالوصول للمياه الأمنة والصحية للجميع، ومن جانبه دعى “عقيل” منظمات المجتمع المدني والجهات المعنية بأزمات المياه في المنطقة العربية، بالمشاركة في التعليق على التقارير الوطنية الطوعية، ومسائله الدول العربية عن استجابتها لتأثير التغيرات المناخية على تحقيق الهدف 6، السياسات التي اتبعتها من أجل تخفيف هذا التأثير.

كما أوصي عقيل الجهات المانحة الدولية بتمويل الدول العربية خاصة المتأثرة بالنزاعات، فيما يتعلق بخطط الحكومة في الاستجابة لتأثير التغيرات المناخية على قطاع المياه، وتمويل المبادرات الوطنية الهادفة إلى الحد من أثار التغير المناخي على المياه في المنطقة العربية.

فيما أكدت مريم صلاح؛ الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، على ما جاء في اجتماع الأسكوا مع جامعة الدول العربية خلال شهر مارس، وأوصت الدول العربية بتعزيز الفرص للمشاريع التي تدعم التعاون الإقليمي العربي في مجال المياه وتعزيز قدرتها على التصدي لتغير المناخ ومساعدة الدول العربية بعضها لبعض في حشد موارد مالية إضافية.

يذكر أن مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية هو دورية بحثية تصدرها مؤسسة ماعت تحت مظلة “منصة ماعت للعمل المناخي”، والتي أطلقتها المؤسسة في بداية العام 2023، وتطمح المنصة إلى تعزيز عمل المجتمع المدني في مجال العمل المناخي، وذلك من خلال إطلاق الدراسات والدوريات الهادفة لإذكاء ورفع مستويات الوعي المناخي، بالإضافة إلى تنظيم سلسلة من الورش التدريبية والأنشطة المعنية بمناقشة آليات التصدي للتغير المناخي ومكافحته على المستويات؛ الوطنية والإقليمية والدولية.