إن السيدة إذا اتسعت دائرة عطاءها وشملت أسرتها فهي تقدم عملا رائعا وإذا اتسعت دائرة عطاءها لتشمل مجتمعها من خلال العمل العام فهي تقدم عملا جليلا وتقدم أيضا نموذج يحتذي به الآخرين. فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط وان العطاء يحقق المطلب فبدون عطاء لا يوجد مطلب والمطلب هو المشاركة كما انه لا مشاركة بدون معرفة.

هذا ما خرجت به حلقتي النقاش اللتان عقدتهما مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان في محافظتي الشرقية و6 أكتوبر ، حيث عقدت حلقة النقاش الخامسة يوم الاثنين 17 يناير 2011 بقرية بندف بمحافظة الشرقية وذلك بالتنسيق مع مؤسسة الامل للرعاية الاجتماعية ، أما الحلقة السادسة فقد عقدت يوم الخميس 20 يناير 2011 بقرية المتانيا بمركز العياط التابع لمحافظة السادس من أكتوبر وذلك بالتنسيق مع مؤسسة طريق البداية للتنمية ، وشارك في الحلقتين مجموعة كبيرة من النساء والفتيات بقريتي بندف والمتانيا .

وتهدف حلقات النقاش الي توعية النساء والفتيات في المناطق المستهدفة باهمية المشاركة السياسية للمراة في الحكم المحلي ، حيث عقدت ماعت حلقتي النقاش في إطار مشروع تمكين المراة من الحكم في القرية المصرية ( وصول) الذي ينفذ بالشراكة بين مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان والوكالة الاسترالية للتنمية الدولية (AUSAID) ، ويسعى إلى تعزيز مشاركة المرأة في الحكم المحلي بالقرية المصرية ، من خلال بناء قدرات النساء على خوض الانتخابات المحلية ورفع الوعي بأهمية المشاركة النسائية في آليات الحكم المحلي وبناء آليات مجتمعية فعالة داعمة للتمثيل العادل للمرأة في المجالس الشعبية المحلية المنتخبة .

ففي حلقة النقاش الخامسة التي عقدت بقرية بندف في محافظة الشرقية شاركت أكثر من 50 سيدة وفتاة ، حيث كشفت حلقة النقاش عن وجود أمية سياسية طاغية علي اغلب النساء والفتيات حتى الجامعيات منهن فاغلبهن لا يملكن بطاقة انتخابية والأكثر من ذلك لا يعلمون أن هناك انتخابات مجالس محلية وماهية هذه المجالس أو دورها.

وطالبت المشاركات في حلقة النقاش بعقد أكثر من نشاط وعمل دورات تدريبية وندوات لتفعيل دورهن في المشاركة لان أهم ما ينقصهن هي المعرفة بحقوقهن السياسية علي الرغم من أن أكثرهن من أصحاب المؤهلات العليا.

وفي العياط شاركت أكثر من 55 سيدة وفتاة وبدأت الحلقة بعصف زهني للمشاركات لتحفيزهن علي المشاركة في الحوار وإبداء رأيهن في معوقات مشاركة المرأة في صنع القرار المحلي بحيث كشفت الحلقة عن تأثير أعباء المعيشة ورعاية الأبناء علي الاهتمام بالمشاركة وإبداء الرأي في الانتخابات ولعبت الأمية السياسية أيضا دور في ضعف مشاركة المرأة في مركز العياط علي الرغم أن نسبة التعليم في قرية المتانيا تصل الي 90% ، والتي أكدت بعض المشاركات رغبتهن في المشاركة في العمل العام ولكن ينقصهن التوجيه ، وأيضا الأنشطة التوعوية والتثقيفية .

وخلال النقاش اقترحت المشاركات تشكيل لجنة نسائية تتكون من الراغبات في المشاركة بالانضمام لجمعية خيرية وهي ” نهضة المتانيا الخيرية” لأكثر من غرض للتطوع في تقديم عمل خيري وكذلك عقد أنشطة تثقيفية لنساء وفتيات القرية.

وفي نهاية الحلقة طالبن مؤسسة ماعت بالإشراف علي الأنشطة التثقيفية التي تعقدها تلك اللجنة ومساعدتها في عقد تلك الأنشطة من خلال توفير المادة التدريبية والمدربين علي أهمية المشاركة السياسية وتعريفها والفائدة التي تعود علي المجتمع من جراء مشاركة المرأة.