فعالية ” الموت داخل سجون الحوثي “

 عقدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان فعالية افتراضية بعنوان ” الموت داخل سجون جماعة الحوثي في اليمن” يوم الإثنين 26 يونيو 2023 وذلك علي هامش أعمال  53 لمجلس حقوق الإنسان، وعلي هامش اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب. وقد شارك في هذه الفعالية مجموعة من خبراء حقوق الإنسان في المنطقة العربية وفي اليمن. وهم الأستاذ ايمن عقيل الخبير الحقوقي، رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، والمحامية هدي الصراري رئيس منظمة دفاع للحقوق والحريات. وعصام الشاعري رئيس قسم التقارير والمنظمات الدولية في وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في اليمن بجانب من المحررين من سجون جماعة الحوثي وهم الصحفي أكرم الوليدي والصحفي هشام طرموم. وعبر جميع المتحدثين عن تضامنهم مع الصحفيين المحررين من سجون جماعة الحوثي والذي جري إطلاق سراحهم مؤخرًا في إطار صفقة تبادل الأسري، كما طالبوًا بضرروة استمرار توثيق الانتهاكات التي تفضي إلي الوفاة في سجون جماعة الحوثي ومن بينهًا التعذيب والأهمال الطبي. وضمان المساءلة وعدم افلات الجناة من العقاب علي الجرائم الذي ارتكبت في مناطق الجماعة.

تناولت الفعالية دور الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، بالإضافة إلي الطابع الجنساني للإنتهاكات في سجون الجماعة مع الإشارة إلي حالة المعتقلة في سجون الجماعة انتصار الحمادي. كما استمعت مؤسسة ماعت لشهادات حية من الصحفيين اليمنيين الذين اعتلقوًا في سجون جماعة الحوثي والذين كانوا شهود عليهًا اثناء فترة اعتقالهم. والذين تعرضوًا لهًا بشكل شخصي ومن بينهًا إساءة المعاملة والضرب المبرح والتعذيب والإهمال الطبي المتعمد الذي يفضي إلي الوفاة.

في هذا السياق قال أيمن عقيل الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت إنه رغم الوعود  التي قطعتهًا جماعة الحوثي علي نفسهًا بالإلتزام بمبادئ وأحكام المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان إلا إنهًا لم تمتثل لهذه المبادئ في المناطق التي تحكمها بقوة السلاح، وأشار عقيل إلي محدودية وقصور دور الآليات الدولية لحقوق الإنسان بشقيها التعاقدي وغير التعاقدي في التعامل مع الانتهاكات التي تقوم بهًا جماعة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتههم. ونوه إن الملاحظات الختامية للجنة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ولجنة القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المرأة تكاد تخلو من الإشارة إلي انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق سيطرة الجماعة. ونوه عقيل إنه استمرار تهريب  الأسلحة إلي جماعة الحوثي ما يجعل الجماعة تستمر في قتل المدنيين. ولفت الإنتباه إن مجلس حقوق الإنسان والإجراءات الخاصة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لم يذكروًا إلا النذر اليسير من الانتهاكات التي شرعت فيهًا جماعة الحوثي. واختتم عقيل حديثه بإن الآليات الدولية لم تفلح في حماية حقوق الإنسان في اليمن لاسيما في مناطق سيطرة الحوثيين.

من جانبهًا قالت المحامية هدي الصراري، إن الحوثيين يستخدمون السجون والمعتقلات كأداة للقمع والترهيب وإنهم يمارسون الإساءة والتعذيب كوسيلة لنزع الإعترافات من المعتقلين. كما لفتت الإنتباه إلي ضرورة ضمان حقوق المراة  في جميع المجالات بما في ذلك السجون من أجل تحقيق الاستقرار والسلام المستدام وتحقيق أجندة المرأة والسلام والأمن. ولفتت الصراري الإنتباه بالإنتهاكات الجسيمة التي تعرضًت لها الناشطة انتصار الحمادي المعتقلة حاليًا في سجون الجماعة، كما أكدت إن الحمادي لا تزال تتعرض لممارسات غير إنسانية بعد الحكم عليهًا بالسجن لخمس سنوات مثل الإساءة اللفظية والبدنية وهو ما دفعهًا إلي محاولة الإنتحار.

وطالبت باستنكار الانتهاكات التي تتعرض لهًا المرأة في مناطق جماعة الحوثي، والعمل علي وضع حد لهًا. كما نبهت إن الانتهاكات الجنسانية التي تتعرض لهًا المرأة في سجون جماعة الحوثي تتعارض مع أجندة المرأة والسلام والأمن وتقوض من تعزيز مشاركة المرأة في السلام والأمن . وطالبت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان العمل بشكل جاد لوقف الانتهاكات ونوهت إن تحقيق العدالة للمتضررين يتطلب إنهاء هذه الانتهاكات كما عرجت إلي ضرورة المساءلة عن الجرائم التي ترتكب ضد النساء في مناطق سيطرة الجماعة . كما طالبت بإنشاء آلية لجبر الضرر وإنصاف الضحايا حتي يجري محاسباة المنتهكين.

من ناحيته قال عصام الشاعري مدير التقارير والمنظمات الدولية في وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان في اليمن إن ميلشيا الحوثي تستخدم سياسة ممنهجة لممارسة التعذيب في السجون التابعة لسيطرة الجماعة. ونوه إلي وجود نحو 60 سجن سري في المناطق الخاضعة لسطيرة الجماعة، ولفت الإنتباه إن الحكومة اليمنية تقدم تنازلات في بعض الأحيان اثناء عملية التفاوض مع الحوثيين لعلمهًا بأنماط وأشكال التعذيب الذين يتعرض لهًا المعتلقون في هذه السجون. وطالب الأمم المتحدة بضروة فرض قاعدة الكل مقابل الكل علي الحوثيين اثناء التفاوض علي عملية تبادل الأسري. كما أوصي المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب بضرورة رصد وتوثيق الممارسات التي تقوم بهًا جماعة الحوثي في تقاريره.

وأدلي أكرم الوليدي وهو صحفي من بين أربعة صحفيين كان محكوم عليهم بالإعدام من قبل محكمة في صنعاء وجري الإفراج عنه مؤخرًا. إن جماعة الحوثي مارست التعذيب وسوء المعاملة ضد معظم المعتلقين في سجون الجماعة. وقال إنه كان شاهدًا علي وفاة مجموعة من السجناء اثناء فترة اعتقاله ومن بين هؤلاء المعتلقين الذي توفوًا وفقًا لشهادة الوليدي:  المواطنين تقي صالح عبدالله صالح، ليث عبد العزيز الصبري، عزام المهاجري، عبد الرحمن الحميقاني، وأخيرًا راجح أحمد حمد. ولفت الإنتباه إن جميعهم توفوًا أما بسبب التعذيب أو الأهمال الطبي المتعمد. وطالب الوليدي بضرورة الاستمرار في مناصرة القضية العادلة للمعتقلين في سجون الجماعة وضمان مساءلة الجناة وعدم إفلاتهم من العقاب.

كما تحدث في هذه الفعالية الصحفي هشام طرموم وهو واحد من الصحفيين التسع التي جري اختطافهم من قبل ميلشيا الحوثي في 9 يوليو 2015، والذي أشار إلي تعرضه للتعذيب اثناء بقاءه مدة خسمة سنوات ونصف في سجن البحث الجنائي التابع لجماعة الحوثي . وعدد اشكال التعذيب الذي تعرض لهًا ومن بينهًا تعصيب الأعين والضرب علي الرقبة في غرفة التحقيق وقد عاني علي اثر هذه الممارسات من الام شديدة في أعصاب الرقبة والظهر ونوه الي الي سفره للقاهرة بعد الإفراج عنه لاجراء كشف طبي ليثبت إنه يعاني من انزلاق غضروفي، ونوه إنه لا يزال يعاني من اثار السجن. وطالب طرموم بإن يكون الضحايا أولوية في أي تفاهمات بخصوص اتفاقيات السلام في اليمن، مع ضرورة وضع آليات لجبر الضرر والدعم المادي والنفسي للضحايا وشدد علي ضرورة محاسبة الجناة الذين ارتكبوًا جرائم في اليمن حتي لا تتكرر هذه الإنتهاكات في المستقبل.

في الأخير اتفق معظم المتحدثين إن جماعة الحوثي لا تزال تمارس انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في السجون الخاضعة لإشراف الجماعة لا تراعي المعايير الدولية لحقوق الإنسان وإن في مقدمة من يمارسون التعذيب عبدالقادر المرتضي رئيس لجنة شؤون الأسري في صنعاء والذي دأب علي ممارسة التعذيب ضد المعتقلين في سجون الجماعة وبعض المقربين من زعيم عبدالملك الحوثي. وطالب جميع المتحدثين بضرورة تكاتف جميع أصحاب المصلحة لفضح انتهاكات جماعة الحوثي في اليمن وإنشاء آلية لجبر الضرر والإنصاف للمعتقلين المفرج عنهم مؤخرًا في إطار صفقة تبادل الأسري بين الحوثيين ومجلس القيادة الرئاسي.

 

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية