تواصلت خلال الأسبوع الماضي الحلقات النقاشية للمواطنين والتي تستهدف رفع وعيهم باللامركزية والحكم المحلي الرشيد ومناقشة مشكلات مجتمعاتهم المحلية ، وهي أحد مكونات برنامج رفع وعي المواطنين باللامركزية في ستة محافظات ، والذي يستهدف الوصول إلى حوالي عشرة آلاف مواطن من خلال حلقات النقاش العامة والكتيبات الإرشادية المبسطة

حيث عقدت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الحلقة النقاشية الأولى للمواطنين بحي التبين بمحافظة حلوان ، وذلك مساء يوم الخميس 23 ديسمبر 2010 ، بمشاركة عشرات المواطنين من المناطق التابعة لحي التبين ، ويأتي ذلك في سياق أنشطة مشروع صوت المواطن (2) الذي تنفذه مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بتمويل من مؤسسة المستقبل ، والذي يسعى لبناء قدرات الأطراف المجتمعية المختلفة في التعامل مع اللامركزية ، وتطوير آليات فعالة ومبتكرة لرصد احتياجات المواطنين وتقييم جودة الخدمات العامة المقدمة من قبل الجهات التنفيذية ، كما سيعمل المشروع على نشر ثقافة اللامركزية في المجتمع المصري والتوظيف الفعال لوسائل الإعلام المحلية والجماهيرية في دعم اللامركزية ورصد احتياجات المواطنين

وقد تم خلال الحلقة تعريف المواطنين باللامركزية والحكم المحلي الرشيد والمتغيرات المرتبطة بهما ، وحقوق المواطن لدى جهات الحكم المحلي في ظل تطبيق اللامركزية ، ومسئولية هذه الجهات عن توفير الخدمات العامة بالجودة الملائمة ، كما تضمنت الحلقة عرضا للخدمات التي ستقع مسئولية أدائها كاملة على أجهزة الحكم المحلي ، إلى جانب ذلك عرضت خلال الحلقة أهم المشكلات التي يعاني منها المواطنين في حي التبين والتي كان من أهمها سوء عملية توزيع الخبز واعتراض المواطنين على أداء الشركة المسئولة عن هذه العملية ، إلى جانب كثرة المناطق المحرومة من خدمات إنارة الطرق الرئيسية والعامة وتكرار حوادث سرقة أعمدة ومصابيح الإنارة نتيجة الإهمال من قبل السلطات المحلية المسئولة .

وفي سياق متصل شهد الأسبوع الماضي عقد أول اجتماع من نوعه بين المجالس الشعبية المحلية والمنظمات الأهلية ، وذلك كنتيجة مباشرة لجهود مشروع صوت المواطن في العمل مع الطرفين ، حيث عقد الاجتماع بمقر المجلس الشعبي المحلي بالزقازيق بدعوة من رئيس المجلس وعدد من الأعضاء وشارك فيه ممثلي ثلاث مجالس شعبية محلية بمركز ومدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية ، إلى جانب ممثلي الاتحاد الإقليمي للمنظمات الأهلية بمحافظة الشرقية ، وممثلي عدد من المنظمات الأهلية الواقعة في نطاق المركز ، إلى جانب كلا من الأستاذ أيمن عقيل رئيس مجلس أمناء مؤسسة ماعت ، والأستاذ ولاء جاد الكريم مدير مشروع صوت المواطن .

وكانت مؤسسة ماعت قد عقدت ورشة تدريبية لأعضاء المجالس الشعبية المحلية بالزقازيق يومي 10 ، 11 ديسمبر الجاري ، ثم قام الأعضاء المشاركين في الورشة بتقديم طلبات إلى مجالسهم التي ينتمون إليها بوضع إطار للتعاون بين المجالس الشعبية المحلية والمنظمات الأهلية فيما يخص خدمة المواطنين ، وتولى مركز دعم المواطنين بجمعية شباب الشرقية تنسيق أعمال هذا اللقاء ، والذي استهدف مناقشة أوجه التعاون والاتفاق على آليات محددة يتم إتباعها خلال الم رحلة القادمة .

وقد اتفق المشاركون على عدد من البنود التي تعتبر نقلة نوعية في عمل الأجهزة المحلية وتعاونها مع المنظمات الأهلية ، وتحقق إلى حد بعيد غايات وأهداف الحكم المحلي الرشيد وتتواءم تماما مع التوجه نحو مزيد من اللامركزية وما تقتضيه من ضرورة المشاركة الفاعلة والكاملة للمواطنين ومنظمات المجتمع المدني في عملية صنع القرار ، ومن أهم البنود التي تم الاتفاق عليها ما يلي :-

1- سيتعاون الطرفان وبمساعدة فنية من اتحاد الجمعيات الأهلية ومديرية التضامن الاجتماعي في حصر وتصنيف المنظمات الأهلية الواقعة في نطاق المركز ، وذلك من أجل تسهيل عملية التواصل معها .
2- تقوم هيئة مكتب المجالس الشعبية المحلية ( أعلى جهة بالمجلس ) بدعوة عدد من ممثلي المنظمات الأهلية للمشاركة في اجتماعات الهيئة وإبداء الرأي فيما يطرح من موضوعات .
3- تقوم المجالس الشعبية المحلية بإسناد تنفيذ بعض المشروعات التنموية أو المشاركة في تنفيذها لمنظمات أهلية .
4- تقوم المنظمات الأهلية بنقل الشكاوى التي ترد إليها من المواطنين ونتائج البحوث الميدانية التي تجريها والمتعلقة بانتهاكات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين إلى هيئة مكتب المجالس الشعبية المحلية لمناقشتها رسميا داخل المجلس .
5- يقوم المجلس بتشكيل لجة لتزليل العقبات والمشكلات التي تعترض بعض المنظمات الأهلية في نطاق المركز ، وتولى مهمة حل هذه المشكلات أمام الجهات التنفيذية .
ومن المنتظر أن يتم تفعيل إطار التعاون الذي يتم الاتفاق عليه خلال الأيام القادمة ، خاصة وأن المجالس الشعبية المحلية ستبدأ قريبا في مناقشة الموازنات المحلية وتوزيع المخصصات المدرجة في موازنة التنمية المحلية .