المائدة المستديرة الثانية في مشروع وصول تكشف عزوف المرأة عن الحياة العامة هو السبب الأساسي في ضعف مشاركتها السياسية

إن الدين الإسلامي لم يمنع المرأة من الاشتغال بالحياة العامة ، فالمرأة هي أكثر الفئات إحساسا بمشكلات مجتمعها وبالتالي من يعتبر أن المرأة ليس لها دور في المجتمع فهو ذا نظرة قاصرة ، فالمرأة تتحمل الكثير من الأعباء المعيشية وغيرها في تربية الأبناء ، فهي وزير المالية للأسرة وهي المدبر الأول للموارد المالية للبيت ، وبالتالي فالمرأة هي التي تشكل المجتمع ومسئولة عن جزء كبير من صلاحه وتقدمه.
هذا ما أكدت عليه القيادات الدينية والشعبية المحلية المشاركة في المائدة المستديرة الثانية التي عقدتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان في إطار مشروع تمكين المرأة من الحكم في القرية المصرية ( وصول) ، الممول من الوكالة الاسترالية للتنمية الدولية “AusAID” ، ويهدف المشروع إلي تعزيز مشاركة المرأة في الحكم المحلي بالقرية المصرية ، من خلال بناء قدرات النساء على خوض الانتخابات المحلية ورفع الوعي بأهمية المشاركة النسائية في آليات الحكم المحلي وبناء آليات مجتمعية فعالة داعمة للتمثيل العادل للمرأة في المجالس الشعبية المحلية المنتخبة .

وعقدت المائدة المستديرة بمقر المجلس الشعبي المحلي لمركز ومدينة اطفيح بمحافظة حلوان وذلك يوم الخميس 16 ديسمبر 2010 ، بمشاركة أكثر من 30 قيادة شعبية محلية تنوعت مابين قيادة دينية بالأوقاف ، وأعضاء وعضوات المجالس الشعبية المحلية و بعض مديري الجمعيات الأهلية والخيرية ومديري مراكز الشباب وأمينات المرأة بالمركز وأيضا بمشاركة ثلاث نساء كن مرشحات لانتخابات مجلس الشعب ولديهن الإصرار والحماس للمشاركة من اجل دعم المرأة وتمكينها وتأهيلها.

وكشفت المائدة المستديرة عن أن عزوف المرأة عن المشاركة هو السبب الأساسي في ضعف مشاركتها سياسيا، حيث لا توجد موانع في الدين الإسلامي تحول دون مشاركة النساء في الحياة السياسية وصنع القرار. كما أن العديد من القيادات من المشاركين في المائدة اقروا بان الكثير من الرجال في مجتمعهم لا يشكلوا حائلا أمام مشاركة المرأة سياسيا ولكنها هي التي لا ترغب في المشاركة إما لنقص قدراتها أو عدم خبرتها في ممارسة العمل العام.

كما كشفت المائدة عن وجود عدد من المشكلات والتي أثارتها القيادات النسائية المشاركة بان من أهم أسباب تدني وعزوف المرأة عن المشاركة هي الأمية التي تنتشر في مجتمعهن بصورة كبيرة حيث أن نسبة الأمية في مركز اطفيح فقط حوالي 48% وتمثل نسبة النساء منها حوالي 80% ، بالإضافة إلي أن بعض الرجال تحرم علي زوجاتهن الخروج من البيت بحجة أن الدين الإسلامي يحظر خروج المرأة وممارسة العمل العام كما أن الكثير من الرجال في المجتمع الريفي ينظر إلي المرأة العاملة والمشاركة في الحياة السياسية بأنها غير سوية وهي حقيقة موجودة ويمكن أن نلمسها بسهولة في المجتمعات الريفية .

وخرجت المائدة بالعديد من التوصيات التي طرحتها القيادات المجتمعية والشعبية والدينية وأيضا الحزبية المشاركة منها أن يتم تأهيل المرأة وتدريبها وإعدادها جيدا لخوض الحياة السياسية وخروجها من بوتقة الانغلاق التي وضعت نفسها داخل أسرتها من خلال تكثيف الدورات التدريبية الخاصة بمشاركة النساء ، وكذلك تعليم الآباء والأزواج أهمية مشاركة المرأة من خلال توعية أبناءهم وتحفيز بناتهم علي المشاركة في الحياة السياسية وتحفيزها علي إبداء رأيها داخل أسرتها.

كما أوصي المشاركون بان يتم حسن اختيار النساء في المناصب القيادية والعامة لان المجتمع المصري يفتقد القيادات النسائية المؤثرة وتوفير الدعم المجتمعي والمادي للمرأة التي ترغب في ممارسة دور في الحياة السياسية وصنع القرار المحلي وكذلك ضرورة تضافر جهود المجتمع المدني المصري مع القيادات المجتمعية ومتابعة تنفيذ تلك الجهود للوصول إلي نتائج ملموسة في مجال دعم وتمكين المرأة.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية