القوات شبه العسكرية مهدد للأمن وشريك في تدفق الاسلحة غير المشروعة

مقدمة

أدت المشكلات التي تعانيها دول العالم إلى زيادة أعداد الدول الهشة مما أدى إلى عجزها عن القيام بوظائف الإدارة والحكم وفرض السيادة، ونتيجة لتراجع دور الدولة وعجزها عن القيام بواجباتها ظهرت فواعل جديدة داخل هذه الدول والتي تسمى بالفواعل العنيفة أو المسلحة من غير الدول والتي تمتلك أهداف سياسية أو اقتصادية أو أيديولوجية وتحاول تحقيق أهدافها عن طريق اللجوء إلى العنف وتشكّل خطر حقيقي على تقويض الأمن الداخلي وتهديد الاستقرار الإقليمي. وبالإضافة إلى المشكلات البنيوية في طبيعة الأنظمة السياسية. ومن ثم أصبحتِ التدخلات الخارجية والحروب بالوكالة من المظاهر الرئيسية في البيئة العالمية والإقليمية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وباتت هذه الأطراف الخارجية تعتمد بصورة مباشرة على الفواعل من غير الدول لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وزيادة التوسع والانتشار وتنفيذ سياساتها الخارجية.

وتختلف دائرة نشاطات الفواعل المسلحة من غير الدول حسب قدراتها وإمكاناتها وأهدافها فهناك فواعل تطمح لتخريب الأمن والاستقرار الداخلي أو إسقاط الدولة أو الحصول على الحكم الذاتي مثل حركة النيجريين من أجل العدالة في شمال النيجر، أو جبهة النصرة في سوريا، وكتائب الثوار في ليبيا أو قوات الدعم السريع في السودان. وقد يتجاوز تأثير الفواعل إلى الدائرة الإقليمية مثل منظمة بوكو حرام أو حزب الله اللبناني أو تنظيم داعش والحوثيين في اليمن، وأحياناً تعمل الفواعل في النطاق العالمي مثل نشاطات تنظيم القاعدة التي شملت شبكة واسعة وهددتِ الأمن والاستقرار العالمي بشكل كبير. فضلا عن ظهور ما يعرف بسلعنة الامن وهو ما تقوم به الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة مثل شركة فاجنر الروسية، أو شركة بلاك وتر الأمريكية.

ومن ثم يمكن القول إنه يبرز اليوم الفاعلون المسلحون أو العنيفون من غير الدول في مقدمة الفواعل غير الرسمية التي أصبح لها اليوم دور مهم بالنظر لما يشكله هذا الفاعل من تأثير على الأمن العالمي برمته. فتوسع الجماعات المسلحة وتمددها وانتشار خطرها يشكل اليوم قلق دولي ومعضلة كبيرة من معضلات الأمن المعاصرة، خاصة في ظل انتشار تجارة السلاح والترويج لها وتزايد طرق تهريبها وبيعها وشراءها وفي ظل التطور السريع في الجوانب العلمية والتكنولوجية التي سهلت الكثير لهذه التنظيمات من الإفادة من هذه التطورات خدمة لأهدافها.

وفي هذه الدراسة تحلل مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الانسان الدور الذي تلعبه هذه القوات في زعزعة الاستقرار والامن للكثير من الدول التي تتورط فيها فضلا عن دورها في التدفق غير المشروع للأسلحة وما ينتج عن ذلك من انتهاكات لكافة الحقوق التي اقرتها القوانين والاعراف الدولية من خلال التركيز على حالتي الدراسة وهما مجموعة فاغنر كمثال للشركات العسكرية والامنية الخاصة وقوات الدعم السريع ومليشيا الحوثي كمثال لدور المليشيات في تهديد الامن وتدفق الاسلحة غير المشروعة.

 

 

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية