الأمن الغذائي في المنطقة العربية…ملف متأرجح بين مضمون الغايات وواقع المؤشرات

ماعت تتناول الأمن الغذائي في المنطقة العربية.. وتشير إلى أن المنطقة العربية ستشهد وضع إنساني متأزم خلال 2024
“عقيل”: نطالب بضرورة فتح معابر الإمدادات الغذائية لغزة والتوقف عن تهديد الأمن الغذائي للمدنيين
هدى عماد: نوصي الدول العربية بنشر مفاهيم الاستدامة وممارساتها على نطاق واسع لتوفير مصادر جديدة للغذاء

اتساقاً مع اهتمام مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بأهداف التنمية المستدامة ومشاركتها الدورية في المنتدى السياسي رفيع المستوي المعني، تٌطلق عددها الثاني من الدورية البحثية “جهود الدول العربية للّحاق بالركب.. رؤية تقييمية لأهداف التنمية محل استعراض عام 2024”.

ويأتي العدد الثاني من دورية ماعت بعنوان “الأمن الغذائي في المنطقة العربية…ملف متأرجح بين مضمون الغايات وواقع المؤشرات”، بهدف تسليط الضوء على تقييم واقع الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المعني بالجوع في كافة أقاليم المنطقة العربية، وأكدت ماعت أن في الوقت الذي وضعت فيه الأمم المتحدة هدف القضاء على الجوع في صدارة الأهداف الـ 17 للتنمية المستدامة خلال عام 2024، كان معدل انتشار الجوع هو الأعلى في البلدان منخفضة الدخل والبلدان العربية الأقل نموًا، حيث يعاني ثلث السكان تقريبًا من الجوع، في حين كانت معدلات نقص التغذية في البلدان التي تشهد نزاعات أعلى بنحو أربعة أضعاف مقارنة مع البلدان التي لا تشهد نزاعات، وأصبح يعاني ما يقرب من 171 مليون شخص من مستويات مختلفة من انعدام الأمن الغذائي.

وأوضحت ماعت أن توقعات عام 2024، تشير إلى أن المنطقة العربية ستشهد وضع انساني متأزم خلال هذا العام، نتيجة استمرار النزاعات والظروف المناخية الطارئة وتراجع الاقتصادات. ولا سيما منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا (فلسطين والسودان) لكونهما المناطق الأكثر اضطرابا. وفي ظل وضوح حقيقة أن الدعم الدولي أصبح لا يواكب الاحتياجات الأساسية، فمن المتوقع أن يزداد العبء المتمثل في سوء التغذية ونقص الغذاء بمعدلات عالية في ظل ارتفاع مؤشرات التضخم وهو ما يقود في النهاية إلى نتائج فقدان الحياة.

وفي هذا السياق قال أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت، أن العنف والصراع المسلح المحرك الرئيسي لانعدام الأمن الغذائي الحاد في مختلف البلدان العربية وفي غالبية بؤر الجوع، وأنه كلما طال أمد القتال صار تأثيره أكثر تدميراً، وهو ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالياً باستخدام الجوع سلاحا لإيذاء وقتل المدنيين في غزة، ويفتك الجوع بما يزيد عن 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة. بالإضافة إلى ما تقوم به قوات الدعم السريع في إطار الصراع المسلح في السودان، حيث تتعمد قوات الدعم السريع بإثارة التهديدات الأمنية وتعطيل عمل الوكالات الإنسانية، ما أسفر عن تعرض ما يقرب من 5 مليون شخص في جميع أنحاء السودان إلى مستويات طارئة من الجوع.

وطالب عقيل بضرورة فتح معابر الإمدادات الغذائية لغزة والتوقف عن إيذاء المدنيين الأبرياء وتهديد أمنهم الغذائي، كما أوصي الحكومات العربية بتطوير نُظم الأغذية الزراعية لديها، وجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات والأزمات الناشئة، وأكثر كفاءة وشمولية واستدامة لتحقيق مقاصد الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة.

من جانبه أوضحت هدى عماد؛ الباحثة في وحدة التنمية المستدامة بمؤسسة ماعت، أن في إطار جهود جامعة الدول العربية في إطلاق مبادرة القضاء على الجوع في المنطقة العربية في فبراير 2022، ندعوها إلى تعزيز التعاون أكثر مع الدول العربية ولاسيما التي تعاني من الصراعات طويلة الأمد، والاحتلال، وتضاؤل الموارد الطبيعية لإنتاج الغذاء، والاعتماد الكبير على الواردات من أجل مواجهة كافة تلك التحديات وتعزيز الاكتفاء الذاتي من الموارد، كما أوصي الدول العربية إلى نشر مفاهيم الاستدامة وممارساتها على نطاق واسع، وتبادل التجارب الناجحة بين الحكومات والدول والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة، وإيجاد حلول مبتكرة ومبدعة، لتوفير مصادر جديدة للغذاء، تقوم على التكنولوجيا الحديثة.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية