أثر الذخائر على تمتع الأطفال بحقوقهم في دول النزاع

مقدمة

تجرى الحروب في القرن الواحد والعشرين على نحو متزايد في المناطق الحضرية، مما يتسبب في معاناة لا توصف للمدنيين المحاصرين تحت قصف لا هوادة فيه من الأسلحة المتفجرة التي تطلق برا وجوا. فغالبا ما يعني قصف المناطق المأهولة بوابل تلو الآخر من القذائف، من مكان بعيد أن يتم تدمير منازل المدنيين والبنية التحتية عن طريق الذخائر غير الدقيقة أو الشديدة التدمير التي تتسبب في أضرار جسيمة تتجاوز أهدافها المقصودة. ويخلف هذا الاستخدام غير متناسب عواقب مدمرة على حياة المدنيين ومصادر رزقهم.

ولا تزال الذخائر والمتفجرات من المخلفات الحربية سببا رئيسيا لسقوط ضحايا من المدنيين ومع كون الأطفال الأكثر ضعفا بشكل خاص، حيث أن صغر حجمهم يجعلهم أكثر عرضة للأثر الكامل للانفجار مما يجعله أكثر فتكا بهم. إن الذخائر المنفجرة والذخائر غير المنفجرة من مخلفات الحروب بغض النظر عن مكان استخدامها تعرض المدنيين للخطر لعقود قادمة ولا سيما الاطفال ولذا يجب على جميع أطراف النزاعات إلى وقف استخدام هذه الاسلحة في المناطق المأهولة بالسكان ووضع تدابير لحماية المدنيين وخصوصا الأطفال.

ويواجه الأطفال الذين يعيشون في بقاع شتى مزقتها الحروب كل يوم رعبا لا يُوصف. فهم لا يأمنون على أنفسهم سواء في بيوتهم أو في الشوارع أو في المدارس أو في المستشفيات. ويواجه الأطفال العالقين بين خطوط نيران الأطراف المتحاربة مستويات صادمة من العنف حيث يواجهون مخاطر القتل والإصابات والاختطاف والعنف الجنسي والهجمات على المرافق التعليمية والصحية فضلا عن الحرمان من المساعدة الإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها.

فهناك أكثر من 61 مليون طفل وطفلة يعيشون في بلدان متضررة من الحرب في منطقة الشرق الأوسط من أصل العدد الإجمالي للأطفال فيها البالغ 166 مليون طفل وطفلة. وهذا يعني أن أكثر من ثلث الأطفال في منطقة الشرق الأوسط يتضررون من النزاعات وأعمال العنف المتواصلة. أي أن طفل واحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من هذا الوضع. وفي هذه المنطقة العيش في ظروف الحرب أصبح هو الوضع الطبيعي الجديد بالنسبة لملايين الأطفال.  ولقد لمس العالم الضرر المدمر الذي تسببه الأسلحة المتفجرة على المراكز السكانية مرارا وتكرارا من سوريا إلى ليبيا مرورا بفلسطين والعراق وأوكرانيا. إضافة إلى الوفيات يعد استخدام هذه الأسلحة سببا لضرر طويل الأمد إذ يدمر سبل العيش والبنية التحتية الحيوية مثل مرافق الرعاية الصحية.

لذا تهتم مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بتقديم هذه الورقة لتوضيح أثر الذخائر الوارد تعريفها في البروتوكول الخامس الملحق باتفاقية تجارة الاسلحة التقليدية 1988 على تمتع الأطفال بحقوقهم من خلال توضيح ماهية الذخائر وواثرها على المدنيين فضلا عن توضيح دور المؤسسة من المشاركة في المشاورات الرسمية وغير الرسمية الخاصة بالبروتوكول الخامس واعلان حماية المدنيين من خطر الذخائر. فضلا عن توضيح لخطر هذه الذخائر على الاطفال في عدد من دول النزاع.

 

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية