عقيل: تثقيف الشباب في مجالات نزع السلاح ينقذ الأرواح اليوم وغدًا
مختار: تمكين الشباب هو المفتاح لإحداث تغيير حقيقي في قضايا الحد من التسلح
بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بمسائل نزع السلاح وعدم الانتشار، الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 5 مارس من كل عام، أطلقت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان حملة إلكترونية تحت عنوان “أجيال آمنة” تهدف الحملة إلى تثقيف الشباب العربي بالقواعد القانونية الدولية التي تحكم قضايا نزع السلاح والحد من التسلح، وتعزيز الامتثال للمعاهدات الدولية ذات الصلة، وذلك للمساهمة في بناء مجتمعات أكثر أمنًا واستقرارًا.
يأتي إطلاق حملة “أجيال آمنة” في وقت تتزايد فيه النزاعات المسلحة في المنطقة العربية، من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى السودان، وليبيا، واليمن، وغيرها، مما يجعل الحاجة إلى نشر ثقافة نزع السلاح وعدم الانتشار أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. إذ أن انتشار الأسلحة، سواء التقليدية أو أسلحة الدمار الشامل، يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، ويزيد من حدة الأزمات الإنسانية.
تهدف الحملة إلى توعية الشباب العربي بالتشريعات والاتفاقيات الدولية التي تحكم نزع السلاح، بما في ذلك معاهدات حظر الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، والقيود المفروضة على إنتاج وتخزين ونقل الأسلحة التقليدية. كما تسلط الضوء على المخاطر الناجمة عن تراكم الأسلحة الصغيرة والخفيفة، واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة، وظهور التقنيات الحديثة مثل الأسلحة المستقلة.
وتستمر حملة “أجيال آمنة” من5 مارس وحتى نهاية أبريل 2025، وتتضمن مجموعة من الأنشطة التوعوية التي تستهدف الشباب في المنطقة العربية، وتشمل: التعريف بالإطار القانوني الدولي لنزع السلاح، بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة. ونشر مواد توعوية ومقاطع فيديو تعليمية حول مخاطر انتشار الأسلحة وتأثيرها على الأمن والاستقرار. وتنظيم ورش عمل وحلقات نقاش إلكترونية بمشاركة خبراء في القانون الدولي ونزع السلاح. وإشراك الشباب في حملات المناصرة والضغط لتعزيز الالتزام الدولي بمعاهدات الحد من التسلح.
وفي هذا السياق، أكد أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت والخبير الحقوقي، أن إشراك الشباب في قضايا نزع السلاح هو استثمار في مستقبل أكثر أمنًا وسلامًا. وأضاف عقيل “إن تزايد النزاعات المسلحة في المنطقة العربية، وتصاعد التهديدات باستخدام الأسلحة الفتاكة، يحتم علينا تدريب وتثقيف جيل جديد من الشباب العربي ليكونوا جزءًا من الحل، وليس مجرد متفرجين. يمكن للشباب أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في التصدي لمخاطر انتشار الأسلحة، سواء من خلال التوعية المجتمعية، أو الضغط على الحكومات لاعتماد سياسات أكثر مسؤولية فيما يتعلق بتجارة الأسلحة، أو الانضمام إلى المعاهدات الدولية ذات الصلة.”
كما أشار عقيل إلى التصريحات الأخيرة لبعض قادة الاحتلال الإسرائيلي حول إمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد المدنيين في غزة، واستمرار تصدير الأسلحة إلى مناطق النزاع مثل السودان واليمن، مشددًا على أن نشر الوعي بمخاطر التسلح هو ضرورة ملحة لمواجهة هذه التهديدات وحماية أرواح الأبرياء.
من جانبه، أوضح محمد مختار، مدير وحدة القانون الدولي الإنساني بمؤسسة ماعت، أن الشباب هم القوة الدافعة للتغيير في مجتمعاتهم، وأن تمكينهم بالمعرفة هو الخطوة الأولى نحو عالم أكثر أمانًا. وأضاف مختار “إن الاستثمار في وعي الشباب بمخاطر انتشار الأسلحة وأثرها المدمر على المجتمعات هو المفتاح لتحقيق تغيير حقيقي. فهم يمتلكون الطاقة والإبداع والقدرة على التأثير، ولذلك يجب تزويدهم بالأدوات والمعرفة اللازمة ليكونوا سفراء لنزع السلاح وتعزيز السلم والأمن.”
وفي الأخير؛ تؤكد مؤسسة ماعت التزامها المستمر بتوعية الشباب العربي بالقضايا المرتبطة بنزع السلاح وعدم الانتشار، وتعزيز دورهم في بناء مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا. وتدعو المؤسسة جميع المهتمين إلى متابعة فعاليات حملة “أجيال آمنة”، والانضمام إلى جهود التوعية والتثقيف من خلال متابعة حساباتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي أو زيارة موقعها الإلكتروني.
shortlink: https://maatpeace.org/ar/?p=44312